تسعة أسرار للتصوير الاحترافي:
أولاً: جمال التصوير لا يعتمد على نوع الكاميرا، والتصوير قبل أن يكون مجرد لقطة للأحداث هو رؤية ونظرة للمصور حول كيفية التقاط الصورة، على ماذا سيركز؟ وكيف سيوضح جزءاً ويتغافل عن بقية الأجزاء الغير مهمة في الصورة؟ فمراعاة العوامل الأساسية للتصوير تنقل الصورة من عادية إلى احترافية، وليس الكاميرا أبداً، ولا ننكر روعة الالتقاط بالكاميرا الاحترافية، وإذا كان الشخص يجهل العناصر التي تصنع الصورة الجميلة، فلن تستطيع الكاميرا الاحترافية أن تصنعها، بل على العكس، الكاميرا الاحترافية تعطي نتائج أسوأ من الهاتف المحمول إذا كان المستخدم جاهلاً بالتصوير؛ لأن الجوال والكاميرات البسيطة مصممة على التعديل التلقائي، فلا حاجة لإنفاق آلاف مؤلفة على الأدوات حتى نكون محترفين، والأمر تماماً كالرسم، فالمهارة عند الرسام وليست عند القلم.
ثانياً: الإضاءة، وهي أهم نقطة في التصوير "قد تبدو معقدة، ولكنها معادلة سهلة"، موضوع الإضاءة يحتاج إلى تجارب كثيرة حتى يتم استيعاب الفكرة ومعرفة الأوقات المناسبة للتصوير في المحيط الذي يسكن فيه المصور، ودائماً أفضل وقت إضاءة للتصوير هي إضاءة الشمس الطبيعية "غير المباشرة" حتى داخل المنزل نختار غرفة إضاءتها عالية خلال اليوم، ولا نقوم بالتصوير في المناطق التي تتسلط عليها أشعة الشمس مباشرة، بل على العكس، نختار مكاناً قريباً منها، إلا في حالة رغبتنا في إظهار بقعة الشمس نفسها، فأحياناً يكون شكلها مخططاً أو مربعات وتعطي تأثيراً جميلاً، ولا ننسى دائماً أن أفضل وأنقى وقت للتصوير هو قبل غروب الشمس ببضع ساعات.
ثالثاً: خلفية جميلة، فكل مصور يحتاج إلى زاوية جميلة يجعلها مثالية للتصوير، والأغلب يعتقدون أن من يقطن في الخارج أو في بلدان تمتلك الطبيعة بشكل مستمر ودائم هم من يرجحون بالكفة من حيث جمال تصويرهم؛ لأن الطبيعة عنصر مساعد برأيهم، وهذا صحيح من ناحية تصوير الجبال والأنهار والشوارع، لكن الحقيقة أن التصوير المنزلي من أطعمة وأثاث ونباتات وأطفال وكل شيء آخر غير الطبيعة بمقدور الشخص أن يتحكم فيه على ذائقته من غير المحكمات الطقسية، ودائماً المصور هو من يحدد ما يراه الآخرون في الصورة وأي انطباع أو شعور تمنحهم إياه تلك الصورة.
رابعاً: ترتيب عناصر الصورة، وهذه النقطة تحتاج إلى القليل من الذائقة وتصور الأشكال في الكاميرا، وسيتم اكتساب هذه المهارة مع زيادة فرص التصوير وممارسته بكل حب، ومن المهم أن نحرص على أن لا تكون الأشياء مزدحمة، وفي نفس الوقت لا يكون المكان فارغاً تماماً، بمعنى أن يكون بين الفراغ والامتلاء نسبياً حتى يعطي صورة طبيعية تدعم الصورة وتناسبها ولا تشتت الناظر للصورة.
خامساً: الانسجام، وهو من أهم النقاط القوية في التقاط الصورة، بمعنى أنه يجب أن تتناسب الصورة الموضوعة مع العناصر البيئية والطقسية التي تحيط بها، وكلما اخترنا المراعاة في انسجام موضوع التصوير مع المحيط أو الخلفية التصويرية، كلما كان أثر الصورة أقوى.
سادساً: الزاوية هي أهم نقطة تجنب الميلان، وفي كل صورة هناك خط أفقي وخط طولي، وعند التقاطنا أي صورة نتخيل أن هناك خطاً طويلاً في الوسط بالعرض وخطاً آخر بالطول، وإن كان الخطان مائلان تكون الصورة بحاجة للتعديل، لكن لا يحتاج لتوازن الصورة أن يكون الخطان في نفس الاستقامة، ويكفي خط واحد حتى تصبح الصورة متوازية وواضحة، ومن المهم أن لا نتغافل عن الخلفية، فهي شرط أساسي لكي تكون متوازنة؛ لأن توازنها يعطي فارقاً كبيراً في جودة الصورة.
سابعاً: ترتيب عناصر الصورة، فإذا كانت الصورة ملتقطة من الأعلى وكانت فيها بعض العناصر الهندسية، سيكون من الأجمل لو توازت أطراف الصورة "الحدود" مع الأشكال أو توازت الأشكال مع بعضها حتى تكون أرتب ولا تصبح الصورة كلها خطوطاً في اتجاهات مختلفة.
ثامناً: التزييف، حيث يقول المصور سكوت كيلبي: "لا تنتظر المطر، زيفه"، بمعنى أن تقومي بخلق الجو الذي يشعر الآخرين بأنك تعيشينه حتى لو لم يكن واقعياً، هنا نتحدث عن أجواء الصورة الاحترافية فقط، وليس تزييف حياتك أو التظاهر بشيء لا تملكينه، وأخيراً المشاهد للصورة الاحترافية لا تهمه الحقيقة، وهل المصور استمتع بالمطر أم لا؟ المهم لديه الشعور والإحساس والذكريات التي نقلت تشابهاً روحياً.
تاسعاً: تعديل الصورة بعد التقاط لقطة بأفضل إضاءة ممكنة وبأفضل زاوية وفكرة وتناسق، ويأتي وقت الإخراج النهائي والتعديل على الصور، وهذه نقطة مهمة للغاية، وبرامج التعديل أشهرها وأفضلها الفوتوشوب، لكن سواءً كان التصوير بكاميرا احترافية أو بكاميرا الجوال، أي برنامج يسمح بتغيير التباين والتشبع والحدة والإضاءة، فهو يكفي للتعديل، وأهم ما يميز التعديل أنه ينقل الصورة من عادية إلى مشرقة وسعيدة برفع الإضاءة حتى لو كانت الإضاءة مرتفعة من الأساس، والرفع بالتعديل يضفي لمسة أجمل وحساً احترافياً.
تعليقات
إرسال تعليق